كيف أحب نفسي ناعمة الهاشمي

كيف أحب نفسي وأعتني بذاتي، مقال للـــ الأستاذة ناعمة الهاشمي، تجيب فيه على العديد من الإستفسارات بخصوص حب الذات للنساء، وتجيب من خلاله على استفسارات هامة مثل: كيف أعرف أني لا أحب نفسي؟ كيف أحب نفسي وشكلي؟ 

و الأستاذة ناعمة الهاشمي لمن لا يعرفها هي باحثة متخصصة في علم النفس الاجتماعي وحاصلة على ماجسيتر في البحوث الاجتماعية وشهادتي بكالوريوس في علم النفس والاجتماع، وخبرة لا تقل عن 25 عاما في تحليل الشخصيات، اشتهرت بين عام 2007 إلى 2017 ثم توقفت عن الكتابة والعمل لظروف صحية قاهرة، هذا المقال مشمول بحماية قانون الملكية الفكرية، جميع الحقوق محفوظة.


محتويات المقال

  • كيف أحب ذاتي وأعتني بنفسي لناعمة  الهاشمي.
  • كيف أتعرف على نفسي وأكتشف اهتماماتي وهواياتي.


الأستاذة ناعمة الهاشمي في هذا العالم المليء بالتحديات، لا يمكنك أن تعيشي وأن تهنئي بالعيش بشخصيتك الهشة المتهالكة، وحب الذات هو العمود الفقري لقوة الشخصية، والأساس الذي تقوم عليه التنمية الذاتية، والأصل في كل ما يشكلك ككيان في هذا الوجود، 

فإن كنت إمرأة تعاني من القلق المستمر، أو تشعر بأنها بلا قيمة، أو بأنها لا تستحق الحب، أو شعرت لوهلة بأنك منبوذة أو قليلة القدر، أو أن من حولك لا يحترمونك بما يكفي، فأنت بحاجة إلى أن تلقي نظرة على علاقتك بذاتك، فحينما تختل تلك العلاقة ( الذاتية ) يختل كل عالمك معها، ويصبح كل ما هو معك، ضدك للأسف، وكل ما كان يعمل لصالحك، يعمل عكس مصالحك، وكأن العالم يستجيب لإرادتك، فما أن تهملين ذاتك حتى يبدأ  العالم في إقصائها....!!! 

فحب الذات، هي طاقة هائلة، يجب على الإنسان استعادتها، حينما يفقدها لأي سبب كان، يجب أن تستعيدي طاقتك المهدورة على الآخرين، أو طاقاتك المستنزفة على لا شيء أو كل شيء، فطاقتك هي مصدر جاذبيتك، وحينما تخرج منك لا تعودين جذابة، بينما من المهم أن تشحنين نفسك بها يوما بعد يوم لتزدادين جاذبية وقوة وصلابة.

فكيف تحبين ذاتك؟ كيف تعتنين بنفسك؟ كيف تقدرينها وتهتمين بها؟ تعالي معي أخبرك...


أولا : اقبلي بها على ما هي عليه الآن


ربما تفكرين بينك وبين نفسك قائلة: أنا حاليا لا أستحق الحب، لكني سأحب ذاتي، بعد أن أتغير وأصبح الشخصية التي أريد أن أكون عليها!!! 

هذا خطأ، بل عليك أن تحبي نفسك فورا، وبدون أسباب، وبلا قيود، وبلا شروط، فالحب غير المشروط لا يستحقه أحد غيرك، كوني على دراية بهذه الحقيقة، وأقبلي نفسك بما أنت عليه الآن، مع كل إيجابياتك أو سلبياتك، أحبيها كما هي، أحبيها بأخطائها بعيوبها، بنواقصها، وبإيجابياتها، فنحن لا يمكننا أن نغير إنسان لا نتقبله ولا نحبه ولا نعترف أصلا بوجوده، حتى وإن كان ذلك الإنسان هي ذاتنا، 

وادركي غاليتي أن الكمال في الإنسان شيء محال، وأنك تستحقين الحب بغض النظر  عن الأخطاء التي بدرت منك، بقصد أو بدون قصد، وبشكل خاص إن كنت قد ندمت عليها، وقررت عدم تكرارها، أحبي نفسك أيا كان وضعك.

قبول الذات أمر معقد، أنا أعرف ذلك، وأعرف أيضا أنك ربما تشعرين الآن بالألم، بالخوف، أو بالندم، ربما في أعماقك سر عميق، ربما ألم دفين، ربما ندم شديد، على أشياء كثيرة، ربما أنت متخاصمة مع نفسك، لا تريدين التصالح معها، لا تحبين النظر إليها، ولا يمكنك حتى مجرد إلقاء نظرة عليها، لأنها ربما جعلتك تخسرين، ربما أحبطتك في الماضي، ربما لم تكن تلك الشخصية المحبوبة، ربما لم تكن يوما الذات التي تفخرين بها، لكن .... من لها غيرك غاليتي، من لها؟ 

من لها غيرك أنت يأخذ بيدها، ويساعدها، ويقف معها، ويعانقها فيعوضها كل الحنان الذي افتقدته يوما، والذي تحتاج إليه فعلا، من ؟!!! 

كل إنسان مشغول بحياته، وبنفسه، وبمسؤولياته، ( ما أحد فاضي ) لن يترك الناس ذواتهم ليعتنون بذاتك، وإن أعتنوا بك فإنهم لن يوفرون لك كل وقتهم، بل قد يتصدقون عليك بما يتبقى لهم من وقت، أنت بحاجة إلى كل الوقت وكل  الوقت هو لديك وحدك، أنت بحاجة إلى كل التركيز ولن يركز على حياتك سواكِ أنت، أنت فقط،فافيقي، لا شيء سيعوضك عن حب ذاتك،  لا أحد سيحبك كحبك لنفسك، لا يمكن أن يكون هناك شخص قادر على أن يحبك ويعتني بك بمثل ما يمكن أن تفعلينه أنت من  أجل نفسك.

هل تعرفين من هي ذاتك؟ مجرد طفلة جاءت إلى هذا الوجود غريبة ككل الغرباء فيه، وحيدة رغم كل الناس من حولها، جاهلة بأشياء كثيرة، ومصدومة ربما من  أشياء أكثر، ربما ارتكبت ذات يوم الأخطاء، لكنها فعلت ذلك لأسباب كانت في ذلك الوقت تعتقد أنها صحيحة، غاليتي .... ثمة طفلة في أعماقك تحتاج إليك، إلى عطفك، إلى حبك، إلى حنانك، فهل ستنقذين طفلتك؟!

تأملي قيمتها الفريدة، فكل إنسان نادر فريد في ذاته، حاولي التفكير في الأشياء التي تجيدينها وتميزين فيها، قد تكونين قادرة على مساعدة الآخرين أو تحقيق أشياء ملموسة في حياتك أو تقديم إسهامات فريدة لمن حولك، وجهي انتباهك نحو هذه القدرات والإنجازات واستشعري قيمتك.


ثانيا: صادقيها ودردشي معها باستمرار


تحدثي إليها بحب وعطف ولطف ومودة، ربما أخبروك أن الحديث إلى النفس هو عارض من أعراض الجنون، لكن هذا اعتقاد خاطيء، فمن أهم أنواع التواصل الذي يجب أن يجريه الإنسان بشكل مستمر في حياته، هو التواصل مع الذات، والحديث معها، مناقشتها، وحتى الدردشة إليها والتنفيس من أجلها، خصصي مكان ما في البيت، في غرفة هادئة، مع مرآة كبيرة، وضعي كرسي أمام تلك المرآة، تأنقي كما لو كنت ستذهبين لمقابلة هامة، وأعتني بنفسك وبزينتك، ثم اجلسي على ذلك الكرسي في استرخاء وهدوء وواجهي تلك المرأة التي تجلس أمامك في المرآة، وتحدثي إليها، أسأليها، ناقشيها، عاتبيها، تخاصمي معها واعتذري لها، ثم صالحيها، لتصبحين دائما على وفاق معها، إن شعرت أنها تلومك، دعيها تفضفض، اسمعيها للنهاية، ثم أخبريها بكل مبرراتك، وإن شعرت أنها محقة، اعتذري لها، وعديها بأنك ستصبحين إمرأة أفضل مع الوقت، عديها أنك لن تخذلينها بنفس الطريقة في المرات القادمة.

وعندما تجدين نفسك تفكرين بشكل سلبي أو تنتقدين نفسك، حاولي تحويل أفكارك السلبية إلى إيجابية، كوني حنونة لطيفة مع ذاتك، إنها مجرد إنسانة لكنها تسكنك، وليس لها في هذا الدنيا غيرك أنت، فلا تتركيها وحيدة، وتهتمين بالآخرين على حسابها، وتتحدثين إلى كل الناس بإستثنائها، بل أحبيها على ما هي عليه، وخصصي لها من بين كل الناس، وقتا خاصا بها، استخدمي الكلمات اللطيفة والتشجيعية عند التحدث إلى نفسك، تذكري أنك تستحقين الرحمة والتفهم.

قومي بتوجيه اهتمامك نحو ما هو إيجابي في حياتك. اكتشفي قدراتك ومواهبك واستمتعي بها. تذكري الإنجازات التي حققتها في الماضي وكيف تغلبتي على التحديات. قد تكون هذه التذكرات مفيدة لتعزيز ثقتك بنفسك.


رابعا: تعرفي إلى ذاتك بشكل عميق


أنت بحاجة ماسة إلى التعرف على ذاتك، قبل أن تفكرين في تحقيق أهدافك أو الإنطلاق في حياتك، فكيف تحققين أهداف شخص لا تعرفينه!! تعرفي إلى نفسك، اقتربي منها، أجلسي إليها، خذي من العالم من حولك هدنة، واطلبي من ذاتك فرصة، للجلوس، للعزلة، لبعض الوقت، وقت محدود، لكنه ثمين وقيم، اكتشفي فيه نفسك، أكتشفي فيه من تكون، ماذا تريد، كيف تفكر، ما الذي يسعدها، هل هي سعيدة أصلا، لمن تعيش، ومن يعيش من أجلها، من يحبها فعلا، من يكرهها، من يدعمها، من يخذلها دائما، من يجرحها، من يؤلمها، من يزعجها، من يفرحها، من يطرب قلبها ويرفع من شأنها، هل تعرفين كل هذا عنها!!! 


  • هل أنا سعيدة؟
  • من من الناس حولي يهتم لأمري حقا؟
  • من من الناس حولي يحبني حبا صادقا؟
  • من من الناس حولي يتعمد إزعاجي او الحط من قدري؟
  • من من الناس حولي يكرهني ويتمنى لي الشر؟ ولماذا؟ وكيف علي أن أحمي نفسي منه؟
  • ما الذي يؤلمني الآن؟ ما الذي يؤلمني بشكل مستمر ؟ كيف أتخلص من الألم؟
  • مالذي يسعدني؟ وهل ما يسعدني مفيد لي؟ أم أنه يسعدني بطريقة سامة ؟!!!


رابعا: احترمي أهدافها وحققيها من أجلها


حاولي تحديد أهداف صغيرة وواقعية لنفسك والعمل على تحقيقها. عندما تحققين هدفًا، ستشعرين بالإنجاز والرضا عن نفسك، وهذا قد يعزز حبك لذاتك. اعملي على تعزيز ثقتك بنفسك بشكل تدريجي. قد تحتاجين إلى القيام بتحديات صغيرة وتحقيق أهداف صغيرة لتدريجيا بناء ثقتك في قدراتك وقيمتك.


خامسا: اهتمي بنفسك واعتني بها


واجهت في حياتي العديد من السيدات لا يعرفن أساسا ما الذي يسعدهن، كل ما يفعلنه في هذه الحياة هو إسعاد الآخرين على حساب أنفسهن، اعتدن على تقديم التضحيات، وغالبا بلا أي مقابل، لذلك حينما أسألهن عما يسعدهن، يحترن في الإجابة، حتى أن بعضهن يعبرن قائلات: " لا أعرف عقلي فاضي، لا أعرف سوى أن سعادة من حولي تسعدني " 

لا يوجد خطأ أبدا في إسعاد من حولنا، لكن علينا أولا أن نسعد أنفسنا، فالمرأة التعيسة لا تستطيع أن تربي جيلا سعيدا، والمرأة الحزينة، لا يمكنها أن تسعد زوجا، أو تبهج أسرة، ففاقد الشيء لا يعطيه، من المهم أن تهتمي بنفسك، أن تبحثين عما يسعدك، غوصي في أعماق ذاتك، وحاولي التعرف على هواياتك، واهتماماتك، ربما الذكريا ستساعدك، فأنت غالبا كانت لك بعض الإهتمامات في الماضي، لكن الحياة سرقتها منك، عودي وطالبي بها.


قومي برعاية نفسك على المستويات الجسدية والعاطفية والعقلية. اعتني بصحتك العامة من خلال تناول الطعام الصحي، وممارسة الرياضة، والحصول على قسط كافٍ من النوم، قدمي وقتًا للاسترخاء والقيام بالأنشطة التي تستمتعين بها وتمنحك راحة نفسية.


الأستاذة ناعمة الهاشمي 2010/2/10

حررته للنشر  بنت بلقيس



   


المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صفات المرأة النادرة للأستاذة ناعمة الهاشمي

تأديب الزوج النرجسي ناعمة الهاشمي