زوجي لا يحترمني ناعمة الهاشمي

إن كنت تتسائلين: كيف أتعامل مع زوجي الذي لا يقدرني؟ زوجي مايحترمني ولا يهمه زعلي؟ زوجي لا يقدر قيمتي! زوجي لا يحترمني أبدا! فـ الأستاذة ناعمة الهاشمي لديها تحليل لهذه المشكلة، 

و الأستاذة ناعمة الهاشمي لمن لا يعرفها هي باحثة متخصصة في علم النفس الاجتماعي وحاصلة على ماجسيتر في البحوث الاجتماعية وشهادتي بكالوريوس في علم النفس والاجتماع، وخبرة لا تقل عن 25 عاما في تحليل الشخصيات، اشتهرت بين عام 2007 إلى 2017 ثم توقفت عن الكتابة والعمل لظروف صحية قاهرة، هذا المقال مشمول بحماية قانون الملكية الفكرية، جميع الحقوق محفوظة.


علامات كره الزوج لزوجته ناعمة الهاشمي


تقول الأستاذة ناعمة الهاشمي بأن الإنسان الطبيعي غالبا ما يميل إلى إحترام الآخرين، وبشكل خاص الأشخاص المقربين منه، لكن حينما يبادر الزوج إلى التقليل من إحترام زوجته سواءا بسبب او بدون سبب فهذا يعني أن هناك مشكلة يعاني منها الزوج في حد ذاته، فلا يوجد مبرر على وجه الأرض يسمح لأي إنسان أن يقلل من إحترام غيره، حتى المحكومين بالإعدام يستحقون المعاملة بإحترام إلى آخر لحظة من حياتهم، بل يتم إحترامهم حتى بعد مماتهم، لذلك يجب أن لا تقبل الزوجة أن يقلل زوجها من إحترامها مهما كانت مبرراته أو أسبابه، فالرجل العاقل لا يهين إمرأة ولا يستحقرها ولا يقلل من إحترام الآخرين.


لكن في حالة  أنك تعيشين مع زوج يتعمد إهانتك والتقليل من إحترامك بشكل دائم ومستمر فهذا يعني أنك تعيشين غالبا من زوج مصاب بعقدة النقص والشعور بالدونية، وهذا للأسف وضع قد يكون خطيرا للغاية عليك، وعلى صحتك النفسية والجسدية.


فالرج المصاب بعقدة النقص والشعور بالدونية، هو مشكلة حقيقية للمرأة التي ترتبط معه في علاقة أيا كان نوعها، حتى إن كنت شقيقته أو ابنته أو تحت مسؤليته بأي شكل من الأشكال، 

فالرجل  المصاب بعقد النقص غالبا ما يميل إلى إستخدام العنف والعدوانية مع ضحاياه كردة فعل عكسية لمشاعر النقص والشعور بالتوتر والقلق الذي يعتريه، بالإضافة إلى العديد من الحيل والألاعيب الخطرة  التي يضطهد بها ضحاياه الذين يقعون بين يديه أو تحت سلطته، وكل تلك الممارسات هي مماسات خطيرة للغاية على الصحة النفسية للمحيطين به، أو أؤلئك الذين يستفزون لديه شعوره بالنقص حتى في حين أنهم لا يقصدون ذلك مطلقا.

يمكن أن يحاول الرجل المصاب بعقدة النقص وضعك في الحضيض فقط ليظهر لك أنه متفوق عليك، سيفعل غالبا كل ما في وسعه، ليدمرك نفسيا ومعنويا، سيقلل من نجاحاتك، وسيهزأ بكل منجزاتك مهما كانت ثمينة، لن يثنى على أي شيء تقومين به، وسيتذمر من أي شي تفعلينه مهما كان مفيدا، وقد يقيدك ويعيق حريتك، ويتعرض طريقك إن كان بإستطاعته.

لن يقدم لك الحب أبدا، ولا الدعم النفسي ولا العاطفي، وستشعرين معه أنك مستنزفة عاطفيا، وذهنيا، وكأنك تعيشن في دوامة ولا تعرفين كيف ترضينه،  لن يثني عليك، لن يخبرك أنك أصبت أو أحسنت، أو أنه فخور بك، لن يفعل أيا من هذا إلا إن كان يخطط لهدف من أهدافه الخبيثة كأن يستخدم حاجتك للحب للحصول على مصالح مادية أو معنوية منك.

يمكن أن يتعمد الرجل المصاب بعقدة النقص إفشال أعمالك وخططك، ومشاريعك فقط ليظهر لك أنه متفوق عليك، قد يمنعك من إكمال تعليمك، أو من الذهاب إلى عملك، أو من ممارسة الرياضة مثلا، قد يفعل كل شيء، أملا في أن يهدأ توتره وشعوره بالقلق الذي يثيره نجاحك أو تفوقك.

لن يحبك أبدا، بل على العكس قد يلجأ هذا الشخص إلى خيانتك ليثبت لك أنك لست ذات قيمة بالنسبة له، أو ليجعلك تشعرين بالنقص كإمرأة أو كزوجة، سيخبرك دائما بأنك أقل من بقية النساء، سوف يدفعك إلى إهمال نفسك بسبب الضغوطات التي سيضعها عليك، ثم سيتهمك بالإهمال، سوف يسيء معاملتك حتى تصابين بالإكتئاب ثم سيتهمك بالنكدية، سوف يثير شكوكك بتعدد علاقاته ثم سوف يتهمك بالوسواس!!!

بل على العكس قد يلجأ هذا الشخص إلى خيانتك، ليشعرك بالنقص، أو يقلل من قيمتك، وقد يخبرك بأنه يخونك بسببك وبسبب نواقصك!!! سيصر على إشعارك بالنقص بالنقص كإمرأة أو كزوجة، قد يميل الرجل المصاب بعقدة النقص إلى تدميرك نفسيا، ومعنويا، حيث قد يتعمد أن يغازل غيرك من النساء، الأقل شأنا، أو الأقل نجاحا، أو الأقل جمالا، أو الأكثر شبابا!!! حيث قد يصف إمرأة مثلا ( أقل منك في كل شيء ) بأنها إمرأة أفضل منك كأن يقول: على الأقل هي إمرأة ،أنثى أما أنت فلا!!!!

سوف يجعلك تعتقدين دائما أنك المخطئة، قد يجعلك أيضا تتصرفين كما لو كنت مذنبة في حقه، وأن كل نجاحاتك وتفوقك هو ذنب أقترفته في حقه، قد يجعلك تندمين لمجرد أنك تكسبين أكثر أو أن راتبك أعلى منه.

ربما يبحث عن أقل خطأ لديك ويجعله كبيرا ضخما، قد يصفك بما ليس بك، أو يوهمك بأنك ناقصة وأقل من بقية النساء، ذلك لأنه أيضا يمارس عقدة الأسقاط عليك، حيث يميل المصاب بالدونية إلى لوم الآخرين وإتهامهم بكل ما يعاني منه هو شخصيا.


قد تشعرين معه بأنك في حالة إنهيار نفسي دائم، حيث أنك تحصلين دائما على التقريع واللوم والإجحاف والجحود من الشخص الذي تنتظرين منه الحب والتقدير والعاطفة والدعم المعنوي والنفسي، 


وكلما حاولت الحصول على تلك المشاعر الإيجابية منه لن تحصلين سوى على المشاعر السلبية للغاية، والتي تجعلك تتساءلين بنوع من الهوس أحيانا: "في ماذا أخطأت؟ ماذا علي أن أفعل لأحصل على الحب؟ لقد تزوجت بك أملا في أن أثير أعجابك وأحصل على الحب منك؟ لكن نجاحي الآن يجعلك تكرهني؟ فهل أفشل وأسقط نفسي لكي أحصل على حبك وتقديرك؟"


ورغم أن هذا الرجل يعرف جيدا كل مميزاتك وكل منجزاتك، لكنه يكره تلك المميزات وكل تلك القدرات، التي تجعله يشعر بالعجز أمامها، وإنعدام الحيلة، لذلك فهو سيفعل كل ما في وسعه ليقلل من قدرك أمام نفسك.

بعض النساء المصابات بعقد تسول الحب، قد يفعلن كل شيء من أجل الحصول على الحب، فقد تتخلى المرأة من أجل هذا الرجل المريض عن وظيفتها وهي سندها الوحيد، أو عن نجاحاتها، أو عن كل منجزاتها، قد تميل أيضا إلى تدمير نفسها ذاتيا، وقد تحرص على أن تقلل من شأن نفسها أمامه بالكلام والأفعال، لترضي غروره أو تهدأ من توتره، وتعتقد أن هذا هو الحل، لكن الحقيقة أن الرجل المصاب بعقدة النقص المزمنة، لن يهدأ، ولن يكف عن استنقاصها مهما فعلت، ولن ينالها منه سوى الخسائر الخطيرة في جميع جوانب حياتها.

لذلك تذكري بأن تصرفاته كلها ليست لها أية علاقة بعيوبك، ولا بشخصيتك، ولا بأخطاؤك التي يهول منها، وإنما هو توتر شديد يريد التنفيس عنه بهذه الطريقة، وللأسف هذا التوتر هو طاقة سلبية كافية لإسقاط أقوى النساء في إكتئاب شديد، أو إنهيار عصبي.


لذلك من المهم جدا، أن تكوني واعية، فحينما يتصرف معك رجل بهذه الطريقة كوني متأكدة من أنك تتعاملين مع رجل ( مريض ) ويمارس معك التعويض العكسي لشعوره بالنقص والدونية، حاولي حماية نفسك وبشكل حاسم.


كيف أتعامل مع زوجي المصاب بعقدة النقص؟

كيف أتعامل مع زوجي الذي لا يقدرني؟


الآن قد تقولين ما هو الحل، هل علي أن أنهي هذه العلاقة، وأنفذ بجلدي، من السهل جدًا إنهاء العلاقة، لكن هل هذا ما تريدينه حقًا؟!!! إن كنت لا ترغبين في الطلاق، دعيني أقدم لك كيفية التعامل مع زوج يعاني من عقدة النقص:

(1) ابحثي عن السبب


لا، لن يخبرك زوجك مباشرة عن السبب الذي يجعله يشعر بعقدة النقص أو الدونية منك أو من غيرك، سيلجأ دائما إلى الإنكار التام، بل أنه لو شعر بأنك تحاولين إتهامه بأنه مصاب بعقدة النقص، فإنه غالبا ما سيثور في وجهك، وربما تكون نتائج هذه المواجهة وخيمة.

إن كنت بارعة في إلتقاط الإشارات، فيمكنك ببساطة الحصول على بعض التلميحات من خلال التفاعل اليومي معه، خذي إشارات مما يقوله لمعرفة المشكلة الأساسية. فغالبا ما يتحدث الإنسان بشكل غير مباشر عن أسباب المشاكل التي يعاني منها، لاحظي إن كانت هناك غيرة لديه من أحد أشقائه مثلا، أو شقيقاته، ربما تولدت بسبب سوء التربية في الطفولة، حاولي أن تفهمي إن كانت لديه طموحات لم يستطع الحصول عليها مثلا.

حتى وإن كنت لست بارعة في إلتقاط الإشارات، لكن حدس المرأة هو مراقب جيد، وقد تعرفين السبب بشكل ما مع الوقت. فقط عندما تكتشفين المشكلة الأساسية، ستتمكنين من مساعدة زوجك للتعامل مع المشكلة.

(2) أنت لست السبب


خذي الحذر أثناء ذلك، وبشكل خاص إن اكتشفت أن عقدة النقص تولدت لديه أساسا بعد زواجه منك، وذلك لأنه تزوج من إمرأة أعلى منه مكانة، أو ثروة أو أقوى شخصية، أو محبوبة أكثر منه، أنت لست مذنبة، لأنك ببساطة من حقك أن تكوني أنت كما أنت، بنجاحك، وقدراتك، وإنجازاتك، أنت لست مسؤولة عن حالته، عليه هو أن يتأقلم، وأن يتقبل، وأن يدعمك ويساعدك، وأن يبذل الجهد في المقابل للرقي بنفسه، فلا تلومي نفسك وتذكري دائما أن عقدة النقص لديه ليست من صنعك.

(3) تقليل قيمتك لن يساعد


أول شيء يجب أن تتذكريه جيدا هو أن التشكيك في قيمتك الذاتية لن يساعدك أنت أو زوجك بأي حال من الأحوال، تذكري دائما وأبدا بأن الحط من قدر نفسك أن تدمير ذاتك، لن يساعد زوجك على الشفاء، وأن تركك لوظيفتك، والتقليل من شأن نفسك، لن يرفع من شأن زوجك، ولن يجعل حالته تتحسن، تأكدي من ذلك، هذه هي الحقيقة العلمية، إن هذه الطريقة ستفسد حياتكما وستزيد من حالته سوءا.

تذكري أن عقدة النقص، هي عقدة نفسية، معقدة، ولديها العديد من الذيول، والجذور، وهي لا تأتي فجأة سواءا كان عقدة نقص مزمنة أو مؤقتة، هي في النهاية بحاجة إلى تعامل دقيق، وذكي، وحازم.

لذا، إذا كنت تخططين للتغيير السلبي من ذاتك أو تقليل قيمتك الذاتية، فعليك التخلي عن هذه الفكرة بشكل جذري، لأنها ستجعل حالته تتفاقم.


(4) تحدثي إليه بإستمرار


لا توجد مشكلة في هذا العالم لا يمكن حلها بالتحدث عنها، من الضروري أن توصلي أفكارك لزوجك، بدلًا من القول إنك ستتركين الوظيفة، لمجرد أنك أدركت أن لديك وظيفة عالية الأجر تجعل زوجك يمر بعقدة النقص، حاولي إخراجها من فمه، أجعليها يقوله بفمه أولا، أجعليه يقولها ثم كرريها على مسامعه، أجعليه يسمعها أيضا، فغالبا ما يكون الرجل المصاب بعقدة النقص، عاجزا عن رؤية نفسه على حقيقتها،

قولي له مثال: هل تعتقد أن وظيفتي الحالية تشعرك بالإنزعاج بشكل أو بآخر؟ قولي أيضا: ألاحظ أنك تميل إلى الإنزعاج مني لأتفه الأسباب منذ أن حصلت أنا على ترقية، هل هناك مشكلة؟ عليك أن تدرك أن عملي وراتبي هو من أجلنا نحن الأثنين معا، إن كان قد ابتسم لي الحظ اليوم، قد يبتسم لك أنت في وقت آخر، وحينما أكون بحاجة إليك ستكون دائما إلى جانبي، كما أنا الآن وبكل ما لدي من إمتيازات إلى جانبك، أحب عملي، لكني أحبك أنت أكثر من أي شيء آخر، لأنك بالتأكيد أعلى قيمة عندي من عملي، أنت بالنسبة لي كل حياتي، لكن عملي ونجاحي في عملي مهم لنا جميعا، مهم لنرقى بحياتنا.

اشرحي له أن ما يحدث في حياتكما هو لكما فقط، ولا شأن للناس في ما يحدث بينكما، ولا يتحكم الناس في علاقتكما، إنها شأن يخصكما أنت وهو.

احرصي أيضا على قضاء المزيد من الوقت معه، فقد يكون قلقا من أن تفوقك قد يجعلك تميلين إلى رجال آخرين، أو ترغبين في قضاء الوقت بعيدا عنه، أو أنك تجدين قضاء الوقت معه مملا، وغير ذلك، عززي مشاعر الثقة في علاقته بك، عن طريق قضاء المزيد من الوقت معه.



تجنبي العبارات التالية:


تجنبي مقارنته بأي شخص أو بك، فلا تقولي له مثلا: زوج أختي حصل على ترقية. أو راتبك لم يعد كافيا، أو أنك غير قادر على دفع فاتورة العشاء في مطعم راقي كما أفعل، ......!!!


كوني حازمة للغاية، في حالة أنه حاول أن يقلل من قيمتك، أو أن يضعك في مكانة أقل من مكانته، أو أن يزدريك أمام الأخرين، أو يقلل من احترامك، لا تسكتي، ولا ترضخي، لا تسمحي، فإن كنت تعتقدين أن سكوتك قد يقلل من المشاكل فأنت مخطأة، لأنه ببساطة سيتمادى، وستجدين نفسك محطمة، بينما في الوقت نفسه لن يشفيه صمتك من عقدته.

بعض الرجال والأزواج المصابون بعقدة النقص غير مستعد لأي نقاش أو للحديث، ويواجه محاولات الزوجة بالنقاش معه أو محادثته بثورة من الغضب والإستهزاء بها، أو حتى قد يمد يده عليها، في هذه الحالة من حق الزوجة الإنسحاب من هذا الزواج وبلا تردد، فحينما يبدأ الرجل في مد يده عليك، بدلا من أن يأخذ في الكلام ويعطي معك، فهذا يعني أنه ليس مجرد ( ناقص ) وأنما أيضا هو شخص ( متعدي ) ويميل إلى العنف الأسري، فإما أن يحصل على علاج نفسي ليشفى ويصبح شخصا طبيعيا، قادر على التعايش معك ومع نجاحاتك، وإما أن تنجين بنفسك من شر مرضه وعلاته.

من مقالات الأستاذة ناعمة الهاشمي النادرة 7/7/ 2011


  
    

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صفات المرأة النادرة للأستاذة ناعمة الهاشمي

كيف أحب نفسي ناعمة الهاشمي

تأديب الزوج النرجسي ناعمة الهاشمي