تأديب الزوج النرجسي ناعمة الهاشمي

الزوج النرجسي ناعمة الهاشمي، تأديب الزوج ناعمة الهاشمي، تأديب الزوج النرجسي ناعمة الهاشمي، تأديب الزوج بالصمت، تطنيش الزوج النرجسي ناعمة الهاشمي, كيف أتعامل مع زوجي النرجسي؟ هنا تقرئين المقال الأصلي للأستاذة ناعمة الهاشمي حول تأديب الزوج النرجسي

و الأستاذة ناعمة الهاشمي لمن لا يعرفها هي باحثة متخصصة في علم النفس الاجتماعي وحاصلة على ماجسيتر في البحوث الاجتماعية وشهادتي بكالوريوس في علم النفس والاجتماع، وخبرة لا تقل عن 25 عاما في تحليل الشخصيات، اشتهرت بين عام 2007 إلى 2017 ثم توقفت عن الكتابة والعمل لظروف صحية قاهرة، هذا المقال مشمول بحماية قانون الملكية الفكرية، جميع الحقوق محفوظة.

محاور المقال

  • زوجي لا يحترمني.
  • زوجي لا يشعر بقيمتي.
  • زوجي يغازل أمامي ويضربني.
  • الزوج النرجسي ناعمة الهاشمي.


من مقالات الأستاذة ناعمة الهاشمي النادرة، نشرته في عام 2009: 

 

تصلني دوريا عبر الموقع رسائل ومشاكل تحمل مثل هذه العبارات: 

"زوجي لا يحس بي، ولا يشعر بمعاناتي، يتركني أتحمل مسؤوليات جسيمة وحدي، ويغرقني في الديون، ويغازل النساء أمامي، و إذا عاتبته أو لفت نظره يشتمني ويسبني ويحتقرني، بل ويضربني أيضا، ويعتقد أن علي أن أحمد الله فقط لمجرد أنه تزوج مني!!!"

"زوجي يعتقد أني خلقت من أجله، وأني جئت إلى هذه الدنيا لأخدمه، وأسعده، وأكون عبدة عند قدميه، وأني حينما حصلت على وظيفة فذلك بسببه، وإني حينما نجحت في عملي، فذلك بفضله، وأني أعمل في هذه الدنيا من أجله، وإن رزقني الله فقد رزقني ببركته، وإن أصابني مكروه فتلك من آثار ( حوبته )، زوجي يعتقد أني يجب أن أشكره لأني أعيش وأتنفس، وإني إما أن أعيش معه أو أني أموت بدونه!!!"

"زوجي يتمتع بمالي ويغرقني بالمسؤوليات، ويوهم الناس بأنه ماله، وإذا واجهته، قال بأنه ماله فعلا، لكن الله جعله يصل إليه عن طريقي أنا!!! "


تصف هؤلاء الشاكيات هنا و يختصرن صفات رجال مصابون باضطراب الشخصية النرجسية، و هي نمط من الشخصيات المضطربة، عاجزة عن الشعور بالآخرين، غارقة في الذاتية، موهومة بالأهمية، متحايلة متلاعبة ماكرة، وخبيثة.


حيث يعتقد الشخص النرجسي نفسه بأنه فوق الآخرين، لأسباب غير منطقية، لكنه هو في عقله المضطرب يتخيل أنها منطقية، فقد يعتقد أنه بسبب نسبه، أو حسبه، أو ماله، أو صيته، أو حتى بدون سبب، يعتقد انه يستحق ما ليس من حقه، فيأكل مال الغير، ولا يرف له جفن، بل لديه مبرراته الذاتية الخاصة التي يبرر بها لنفسه فعلته، مع أنه من النادر ان يبرر فهو يسرق اموال الآخرين ويستولي على حقوقهم بلا إحساس.


 يعتبر الشخص النرجسي نفسه فريدًا ومتميزًا حتى حينما لا يكون لديه أي شيء يميزه، بل على العكس، غالبا ما يظهر اضطراب الشخصية النرجسية لدى الأشخاص المصابين أساسا بعقدة النقص والدونية.


يوصف النرجسيون أيضا بالثعالب الماكرة، فالشخص النرجسي يشترك مع الثعلب في عدد من الصفات أهمها الخبث والدهاء في التخطيط لاستغلال الأخرين واستنزاف مواردهم، والإستيلاء على حيواتهم الخاصة او المهنية أو علاقاتهم الإجتماعية، والتلاعب بمشاعرهم، لتحقيق أهدافه الشخصية على حساب مصالحهم. وهو في ذلك ومهما كانت جرائمه في حق ضحاياه لا يحس بهم ولا يرف له جفن، والسبب أنه يعاني من تبلد عاطفي عضوي حقيقي، حيث أن الشخص المصاب باضطراب الشخصية النرجسية يختلف ( عصبيا ) عن الشخص الطبيعي، فهو لا يحس ولا يشعر بغيره، لذلك كفي عن البكاء أمامه، لن يشعر بك حتى ولو سالت دموعك انهارا.


على سبيل المثال:

قد يرغب النرجسي في شراء سيارة فارهة، على حساب زوجته المديونة بسببه أساسا، فيميل إلى شراء السيارة رغم ذلك على راتبها ورغما عن انفها، متجاهلا بذلك رفضها، حيث يتحايل عليها بطريقة أو بأخرى، ويضع دينا آخر على عاتقها، وبدون موافقتها، ثم يضعها أمام الأمر الواقع، وحينما تكتشف الأمر وتنهار من هول الصدمة وتبكي فإنه لا يشعر بها، بل ويطلب منها أن لا تكون نكدية، لأنه لا يحب النساء النكديات!!!

أو قد يتزوج النرجسي من إمرأة كانت تعتني بنفسها جيدا، لكنه ما أن تزوج منها، حتى يضعها في قائمة الأدوات، فهي الأداة التي يريد أن يستخدمها ليصل إلى أهدافه، دون أن يحس بها أو بمشاعرها، هي بالنسبة له مجرد وسيلة، درجة في سلمه لمجده المزعوم، 

فإن كانت ذات منصب، سيطلب منها أن تسهل له الكثير من الخدمات والمعاملات، حتى وإن كلفها ذلك وظيفتها، وإن كانت ذات مال، فسيستنزف مالها حتى آخر قطرة ليغذي به غروره أمام الأخريات، ويوهم الآخرين بأن المال الذي يصرفه ماله، ليشعر الناس بأهميته وعلو مكانته المزيفة.

وإن كانت ذات جمال استعرض بها أمام الآخرين ليعرفون أنه متميز حيث أحبته هذه الحسناء وتزوجت به، وليغيض بها نساء أخريات، هو أيضا طامع فيهن!!!

وهذه عادات النرجسي بشكل عام فهو يستبيح أموال الغير، ويأكل حقوقهم، وشقاؤهم، وفي نفس الوقت يتعالى عليهم ويحترقهم ويضطهدهم ويظلمهم، ويتصور أن كل ذلك من حقه، فإن كنت زوجة شخص مصاب ( باضطراب الشخصية النرجسية ) فأنت في جحيم عظيم.


يعتبر اضطراب الشخصية النرجسية (Narcissistic Personality Disorder) حالة مرضية، هي مصنفة في علم النفسة على أنها إحدى أخطر الأمراض والإضطرابات النفسية، التي تؤثر سلبا على المجتمعات والأفراد، ومع ذلك يعيش النرجسي بيننا في المجتمع كما لو كان شخصا طبيعيا، بل ويبرع في التظاهر بانه كذلك، ولذلك يرفع الإستشاريون النفسيون شعار : 


لا يأتي إلينا المرضى النفسيين وإنما ضحاياهم، 


فهو لايلجأ إلى العلاج من نرجسيته لانه لا يعترف اساسا بمرضه، لكنه قد يدفع بضحاياه إلى جنون الإرتياب والإكتئاب.

ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أنه لا يجب أن نلصق الطابع النرجسي على أي شخص فقط بناءً على سلوكهم أو بعض الصفات، حيث يجب أن يتواجد عناصر أخرى من اضطراب الشخصية النرجسية لتشخيص الحالة بشكل صحيح.

إن التعايش مع زوج نرجسي مخاطرة كبيرة، حيث تتعرض الزوجة خلال هذه العلاقة الزوجية إلى الجفاف العاطفي الشديد، فزوجها النرجسي لن يشعرها بحبه أو تقديره أبدا، بل على العكس سيميل غالبا إلى خيانتها لإشعارها بالنقص ولإشعار نفسه بالتفوق  عليها !!! 

قد تتعرض أيضا إلى التدمير النفسي والذاتي، والشعور بالنقص، فسيعمل النرجسي بكل ما أوتي من حيل لتدميرها نفسيا، والحط من قدرها، وإهانتها وأشعارها بالذل والمهانة، ابتداءا من تجاهلها، فقد لا يرغب في الخروج معها إلى الأسواق أو الأماكن العامة مثلا، لأنه لا يريد أن يراه الناس معها، وقد لا يفخر بها ولا بمنجزاتها، وقد يغازل النساء فعلا أمامها، وإن أعترضت فسوف يعاقبها بالضرب والشتم والسب والإحتقار، كما لو كان ليس من حقها أن تعترض، فهي لا شيء في حياته، وبالتالي فمشاعرها لا قيمة لها عنده.

فإن كنت زوجة لرجل مصاب باضطراب الشخصية النرجسية، فأنا أنصحك بالفرار، لكن إن كنت متمسكة به لسبب قاهر، فإليك بعض النصائح التي قد تساعدك:


​أولا: تجاهليييييييييييه


إن كنت ولازلت انصحكن دائما وأبدا بإشعار الزوج بأهميته في حياتك، وتعزيز ثقته في نفسه، فإني أعني بذلك الزوج الطبيعي، لكن هنا مع هذا النوع من الأزواج ذو الشخصية المضطربة فإني أنصحك بتجاهله، وأشعريه دائما بأنه غير مهم!!! 

حينما يحاول استفزازك، لا تعطيه ردة فعل، حينما يجرحك بكلمة لا تنهاري لا تبكي لا تحزني، لا تقدمي أية ردة فعل أيا كان نوعها، اعتبريه غير موجود وأعتبري ما قاله ليس له وجود!!!

لا تأخذي برأيه في أي شيء يخصك، اشعريه دائما بأن رأيه غير مهم، وأنه هو كله على بعضه غير مهم في حياتك، وإنك مستعدة للتخلي عنه في أية لحظة بلا ندم ولا تردد، اجعليه يفهم ويدرك ويتأكد من انك غير حريصة عليه، افعلي ذلك مع النرجسي وإلا فسوف يتمادى في إهانتك والتقليل من شأنك، وتدميرك.

لا تشعريه ولا في أي موقف بأنك تخشين من الطلاق، أو تخافين من الإنفصال أو أنك ( ميته عليه وعلى علاقتك معه ) لأنك بهذه الطريقة تغذين نرجسيته، وتزيدين من تعاليه عليك، وتغمرينه بالقوة ضدك وضد مصالحك، في المقابل تحدثي بين وقت وآخر عن أنك تشجعين صديقاتك المتزوجات على الطلاق من أزواجهن الخائنين، أو العدوانيين الذين يتطاولون بألسنتهم أو بأيديهم على زوجاتهم، أجعليه يشعر كيف تفكرين، لكي يقلق بدلا من أن يأمن جانبك ويعتقد أنك مجرد زوجة خانعة مستكينة.

إذا مد يده عليك وضربك، لا تبرري له فعله، فلا شيء يبرر أن يقوم الرجل بضرب زوجته، فمن يضربك اليوم سيسبب لك عاهة أو يقتلك غدا، ابلغي عنه الشرطة بلا تردد، ألست تريدين أن تعيشين معه في أمان وسلام، إن كنت باقية عليه اشتكي عليه في الشرطة لأنه ضربك، وصدقيني لن يطلقك، بل سيبدأ في النظر إليك كانسانه لها حقوق، ولديها جهة تحميها، ربما تكون تلك صدمة بالنسبة له تجعله يفيق ولو قليلا من نرجسيته، ففي الشرطة سيتم التعامل معه على الشكل الذي يستحقه، وسيعرف أنه حينما مد يده عليك، فهو يستحق على ذلك السجن لفترة قد تتجاوز الثلاثة أشهر، وهذا في حد ذاته كافي ليجعله يدرك حجمه الحقيقي جيدا.

أما إذا طلقك، فهنيئا لك النجاة من حياة أشبه بالموت، وتكونين قد ضربت عصفورين بحجر واحد، أولهما أنك نجوت منه، ثانيهما أنك لقنته درسا بخصوص حدودك وكرامتك كأمرأة وكإنسانة.

إذا وصفك بكلمات جارحة قولي له: "هل تراني مرآة لك؟! ارى أنك تصفني بما تتصف به أنت!!! وإن كانت هذه مشاعرك نحوي فهي تخصك وحدك، نابعة من تفكيرك المريض لكنها ليست الحقيقة، وبالتأكيد أن هناك غيرك قادر على أن يشعر نحوي ويراني على حقيقتي الرائعة، التي تعجز انت عن رؤيتها، هل تريدني أن أثبت لك!!!"


كيف اقهر النرجسي​؟

لماذا تريدين أن تقهرينه، غاليتي إن المرأة العاقلة لا تهدر وقتها في مهاترات صغار النفوس، عزي نفسك عنك وعن مرضه، فلماذا تضيعين وقتك، وجهدك، واعصابك في سباق مع شخص مريض، هو غير طبيعي، هذا بالإضافة إلى أن حياتك بالتأكيد أهم بكثير من أضاعة وقتك معه، 

لذلك أنصحك بالتجاهل بدلا من الإستفزاز، فالتجاهل أقوى سلاح ضد النرجسي، فمن خلال اعتمادك على هذه الإستراتيجية في التعامل معه، يصاب النرجسي بالملل والإحباط، حيث تقطعين عنه التغذية الراجعة التي تغذي جذوة غروره المريض، فاحرميه من ردة فعلك، ومن اهتمامك ومن فرصته في السيطرة على مشاعرك أو على حياتك، أجعليه يعلم أنك كيان مستقل عنه تماما لأن هذه هي الحقيقة، أنت ولدت من بطن أمك حرة، لم تولدي لتعيشي من أجل أحد، بينك وبينه عقد زواج، مجرد عقد، ينتهي حالما ترغبين أنت بذلك، وتنتهي مع هذا العقد كل علاقة لك به، حتى لو كان بينكما أطفال، الأطفال أيضا كيان مستقل عنك وعنه، لا يربطونك به ولا يربطونه بك، هم أشخاص يتم الإتفاق على طريقة للعناية بهم بعد الإنفصال لكن لا يجعلونك أسيرة له مدى الحياة، ولا يعطونه الحق في التدخل في حياتك بأي شكل من الأشكال وهذا ليس كلامي أنا، وإنما هي حقوقك وحدودك المنصوص عليها وفق القوانين الشرعية والمدنية.

لكني أنبهك إلى أن تقنية التجاهل في التعامل معه لن تغيره، لن تجعله يشفى من نرجسيته، فهو مريض بكل حالاته، لكنها ستحميك أنت من بطشه، ونوبات جحيمه، وعلله المستعصية، لفترة مؤقتة.


ثانيا: استعيدي حدودك وعلي السور


ستلاحظين أن زوجك المصاب باضطراب الشخصية النرجسية قد عمد منذ بداية الزواج إلى أسقاط حدودك الشخصية، ربما عن طريق لومك على تلك الحدود، أو عن طريق  السخرية منك وإتهامك بصفات مثل ( انت جدية أكثر من اللازم فكيها ...أنا زوجك ومن حقي أن أعرف أن أرى أن أفهم أن ... كل شيء يخصك حتى حجم رصيدك في البنك، حتى مشاكل عائلتك الشخصية، حتى خصوصياتك العميقة حتى ... أنت إمرأة ولن أسمح لك بالدخول إلى قسم الرخص التجارية أنت لا تحترمينني كرجل أنا لي حقوق عليك يجب إحترام كرامتي وغيرتي ... ) سيفعل كل شيء ليستولي على كل جانب من جوانب حياتك، وبشكل خاص تلك التي تحتوي على منافع، فإن كنت ذات منصب قد يحصل على صورة طبق الأصل من بطاقة عملك، ستجدينه أيضا يحمل أحيانا بطاقة هويتك !!! أحيانا أخرى قد تفتقدين بطاقتك البنكية، وفي كثير من الحالات سيخبر كل من يهمه الأمر أنه زوجك، ليسهل له ذلك الحصول  على مستحقاتك ومتعلقاتك الشخصية !!!!

سوف يعمد إلى إسقاط كل الحدود وسيتجاهل وجودك، حقوقك، كيانك، احتياجات ومشاعرك، وسيتعامل معك كما لو كنت ميتة وهو قد ورثك وأنت على قيد الحياة!!!  فحينما يكون الأمر متعلق بنرجسيته ورغبته في إثبات وجوده (الضعيف أصلا) تميزه ( الهزيل أساسا )، فالنرجسي قد يكون خطرا إلى هذه الدرجة.

والحقيقة ليست هذه صفات الزوج النرجسي فقط، بل ستلاحظين أن هناك العديد من الشخصيات من حولك تتعامل على نفس المنهج، تماما كحشرة القراد، مستعدة إلى أن تلتصق بك وتمتص دمك، حتى آخر قطرة، وكأنهم لا يملكون إلا أنت ليعيشون منك وعليك !!!

بالتأكيد سيساعدك وضع الحدود إلى حد ما في حماية نفسك من سلوكيات زوجك النرجسي، لكن وضعك للحدود لن يحميك أبدا ومطلقا من خبثه، وها أنا قد حذرتك فلا تقولي أني لم أحذرك، لكنك قررت البقاء معه، والتعايش مع نرجسيته، ولهذا سأعطيك بعض الطرق لكني لا أضمن لك نجاحها، لأن كل ذلك يعتمد على مدى الإضطراب الذي وصلت إليه شخصية زوجك.


يمكن أن تكون تقنية وضع الحدود مفيدة في التعامل مع الزوج ذو النرجسية البسيطة والمتوسطة، لكن لا شيء يمكن أن يحميك من زوج مصاب باضطراب  الشخصية النرجسية الحاد أو المعقدة أو متعددة الأقطاب، لأنه خطر للغاية، ولا شيء قد يحميك منه ولا حتى الطلاق في حد ذاته، فهو بعد الطلاق سيلاحقك كأحد ضحاياها الفارين من قبضته، ولن يهدأ له بال حتى يقضي عليك!!! ببساطة اعتبري نفسك أنك انتهيت منذ أن تعرفتي عليه أصلا!!!


حيث يميل النرجسي إلى الشعور بالإستحقاق، هو يعتقد أن من حقه ملاحقتك، من حقه تدميرك، من حقه الإنتقام منك، لأنك قررت الإبتعاد عنه، والنجاة من براثن مرضه النفسي، بينما لن يرى يوما ولا يمكن أن يرى أنه كان من حقك الفرار من رجل كان يغازل النساء أمام عينيك، ولا يراعي مشاعرك، من رجل كان يضربك إن حاولت فتح نقاش جاد معه بشأن سلوكياته المشينة، من رجل مستعد أن يحملك الديون بلا أي إحساس، من رجل لم يهبك يوما الحب الذي تحتاجين إليه، وكان مستعدا أن يحب كل نساء الأرض ويشعرهن بقيمتهن في ما عداكي أنت، هو لا يرى كل هذا هو يرى فقط أنك تركته ( هو الذات العظيمة التي لا تُقهر ) وهذه جريمة في نظر نرجسيته، وعلى هذا فأنت تستحقين أن ينتقم منك بكل الطرق المتاحة والمتوفرة بين يديه، هو يقرر كما لو كان ( متألها على ذاتك والعياذ بالله ) بأنك لا تستحقين العيش بعده، إما أن تكوني معه أو لا تكوني أبدا.

وضع الحدود قد يحميك نوعا ما، ولفترة محدودة، لكن النرجسي شخص متطور الحيل، ولا شيء يوقفه، أو يوقف هواجسه المريضة، وبالتالي وحينما يلاحظ أنك بدأت في إقامة الحدود، ومحاولة حماية نفسك ومصالحك منه ومن ألاعيبه، سيبدأ في ابتداع ألاعيب جديدة للأسف، ألاعيب لا يمكن لحدودك او أسوارك اكتشافها، وسيصل يعني سيصل لما يريده منك، وسيكون فخورا أيضا بأنه تفوق عليك وأنه أذكى منك، وأنه حصل على ما يريده رغم أنفك!!!

وهكذا يرتفع منسوب غروره أكثر، فأكثر، وتزداد نرجسيته، وتعلو قميته الذاتية في نظر نفسه، ويحتقرك بالتالي أكثر فأكثر، وينظر إليك كما لو كنت فريسة تم افتراسها، غبية تم الإحتيال عليها، سفيهة تم استغفالها، ساذجة وتم التلاعب بها، 

هو لا يعترف بشيء اسمه ( من طيب اصلي سويت لك ) أو ( من طيبة قلبي صدقتك ) أو ( عزة نفسي ما تسمحلي أرد عليك ) أو .... كل هذا لا يعترف به ويعتبره من علامات ضعف ضحاياه، لانه ببساطة شخص غير متعاطف، الجانب العاطفي من عقله مشلول، عديم القيمة، لا ينبض أبدا فلا تعولي على أنه سيشعر يوما بأخطائه، أو سيندم يوما على أفعاله، النرجسي لا يعرف الندم، هو فقط يعرف الإنتقام وليته ينتقم من نفسه لكنه في الواقع ينتقم من ضحاياه. 


"أستاذة ناعمة قرأت مقالك مرات عديدة، أنت تتكلمين بالتفصيل عن شخصية زوجي، الذي كان يعاملني كما لو كنت أداة لإرضاء غروره متجاهلا مشاعري، كان يستكثر علي أن أحزن أو أعاتبه أو أشعر بالأهمية، كان دائما ما ينتقدني ويشعرني أني أقل من بقية النساء، يسرق مالي ويصرفه على غيري، ويغازل النساء أمامي، وكأني غبية ولا أرى ولا أفهم، وحينما عاتبته قام بضربي وإهانتي وتف على وجهي لمجرد اني طالبته بالتوقف عن  اهانتي !!! لذلك قررت بعد سلسلة من المعاناة معه أن أطلب الطلاق، ومنذ ذلك الحين وهو يلاحقني بطريقة هستيرية، كالمجنون، ويعتقد أني طلبت الطلاق لأغيضه أو أنتقم منه، وأنا والله ثم والله طلبت الطلاق لأرتاح، ولأني بحاجة فعلا إلى الحب والتقدير والإحترام الذي لا أجده معه، لكنه مصر على أن طلبي للطلاق هو لإغاضته واشعال نار غيرته وفي الحقيقة أنا لم يعد يهمني كيف يفكر أو كيف يشعر لأني وصلت لمرحلة أريد فيها أن انفذ بجلدي منه ومن الجحيم الذي أعيشه معه!!!"


من الطبيعي غاليتي أن يفكر زوجك المصاب باضطراب الشخصية  النرجسية، نحو أي قرار تتخذينه للنجاة بنفسك منه ومن سلوكياته المريضة، بهذه الطريقة، لأنه لا يعتقد بوجودك أصلا،  لا يعتقد أنك كيان مستقل ولك احتياجاتك، ولا يعتبر بك أو بمشاعرك، هو أساسا لا يراك سوى أداة له ولتغذية غروره، وبالتالي فكل ما تفعلينه يعتقد أنه يتعلق به هو، وبنرجسيته، فإن فكرت في الطلاق فهذا لأنك تريدين إثارة إهتمامه، وإن حاولت الزواج من جديد فأنت تحاولين إشعال ناره، ونصيحتي لك، هو أن تتجاهلي كل ما يصفك بك، تجاهليه تماما، امضي في طريقك، وحاولي أن تغمضي عينيك وتصمي أذنيك عنه وعن تقليقاته إلى أن تعبرين هذه الطريق الشائكة، وتخرجين من هذه الحياة البائسة بأسرع وقت، مع أمنياتي لك بالتوفيق.


من مقالات الأستاذة ناعمة الهاشمي النادرة 


   








المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صفات المرأة النادرة للأستاذة ناعمة الهاشمي

كيف أحب نفسي ناعمة الهاشمي